2024-04-18 13:50:49
شهدت البورصات العالمية مؤخراً إقبالاً شديدا على الاستثمار والتداول بسبب الارتفاعات السعرية السريعة وغير المسبوقة في أغلب الأدوات الاستثمارية كالأسهم والمواد والمؤشرات وغيرها، وأيضاً بسبب التقلبات الحادة والتي تتيح للمتداولين في البورصات فرصة تحقيق ارباح سواءً كان السوق على ارتفاع أو على انخفاض. وبما أن الاستثمار بطبيعته يتطلب خبرة ومعرفة بالسوق، فإنه ليس من السهل المشاركة فيه وبالتالي ظهرت أدوات مالية جديدة في السوق تتيح للمشترك فرص تحقيق الأرباح دون بذل الجهود التي يبذلها المستثمرون بالعادة في التحليل والتوقع. وكان من أحد نتائجها ظهور عقود الخيارات الثنائية والتي تعتمد على أساس تحديد مخاطر محددة ونتائج واضحة.
كونها ثنائية، يعني أن لها نتيجتين محتملتين فقط عند انتهاء الصلاحية، إما أن تحقق ربحاً محدداً مسبقاً، أو تخسر الأموال التي سخرتها لفتح الصفقة. هذا يجعل الأمر أسهل عند اتخاذ قرار بشأن التداول، لأن المتداول في هذه الحالة يعرف بالضبط المبلغ الذي يمكن أن يخسره إذا تحركت الأسواق ضده، ويعرف الحجم الدقيق لأرباحه في حال أن السوق تحول لصالحه.
حق الخيار الثنائي هو عقد وأداة مالية يستند على تحويل كل صفقة إلى شكل سؤال بسيط بنعم أو لا. عليك أن تقرر ما إذا كان من المحتمل أن يكون سعر السوق لأداة استثمارية معينة كالأسهم أو المؤشرات أو المواد أعلى من سعر معين، وفي وقت معين. فإذا كنت تعتقد أنه سيكون، فأنت تشتري. وإذا كنت تعتقد أنه لن يكون، فأنت تبيع.
هنا لابد من الإشارة وبشكلٍ عام إلى أن الكثير من الاقتصاديين مازال يعتبر هذه الأداة كنوع من أنواع المقامرة وليس الاستثمار لما تنطوي عليه من بساطة وسهولة وتشبه إلى حد كبير الرهان على حدوث شيء من شيئين وليس على مسار الاستثمار التقليدي. إضافةً إلى ذلك أنها ليست متاحة عالمياً، فهناك كثير من الدول تمنع وجودها وأكبر مثال على ذلك الاتحاد الأوربي. بالرغم من ذلك فإنها مازالت أداة جاذبة للأشخاص الذين لا يرغبون في الخوض في تعقيدات البورصات وتحليلاتها.
هناك ثلاثة عناصر رئيسية يتكون منها عقد الخيار الثنائي وهي:
أسواق المضاربة بعقود الخيارات الثنائية:
عملية تداول الخيار الثنائي يمكن تشبيهها بطرح سؤال بسيط: هل سيكون سعر السوق خلال فترة معينة أعلى من السعر الحالي؟ إذا كنت تعتقد نعم، فأنت تشتري، وإذا كنت تعتقد لا، فأنت تبيع. ويتم تسعير الخيارات الثنائية عادةً بين دولار و100 دولار، بحيث يمكنك تحديد مقدار رأس المال الذي يمكنك المخاطرة به. سيظهر لك كل عقد الحد الأقصى الذي يمكن أن تكسبه والحد الأقصى الذي يمكن أن تخسره، لذلك أنت دائما تتخذ قراراً واضحاً ولا يمكن أن تخرج الخسائر عن السيطرة.
إذا نجح قرارك وتوقعاتك، فستتلقى عائداً قدره 100 دولار، وبالتالي سيكون ربحك 100 دولار مطروحا منه الأموال التي دفعتها كتكلفة لفتح الصفقة. إذا لم تنجح توقعاتك، فلن تتلقى عائداً. هذا يعني أنك فقدت رأس المال الخاص بالصفقة، ولكن لا شيء آخر، لأن المخاطر الخاصة بك محدودة. وإذا وجدت أنك تريد الخروج من العقد مبكراً قبل انتهاء صلاحيته، فيمكنك وضع أمر آخر لإغلاق مركزك.
مثال على تداول الخيارات الثنائية
فيما يلي مثال على كيفية تداول عقود الخيارات الثنائية، باستخدام زوج العملات EUR / USD:
اليورو/الدولار الأمريكي 1.0600 (5 صباحا) وهو يعتبر السعر الارشادي
وقت انتهاء صلاحية التداول هو 5 صباحا. ببساطة، سيكون السؤال: هل سيكون زوج العملات EUR / USD أعلى من 1.0600 في الساعة 5 صباحا؟ إذا كنت تعتقد أنه سيكون، فأنت تشتري. إذا كنت تعتقد أنه لن يكون، فأنت تبيع. لنفترض أنك تشتري، فهناك نتيجتان محتملتان:
إذا كنت لا ترغب في الانتظار حتى انتهاء الصلاحية، فلديك أيضا خيار إغلاق مركزك بسعر السوق الحالي. ربحك أو خسارتك في هذه الحالة هو الفرق بين أسعار الدخول والخروج.
تنظيم حقوق الخيارات الثنائية في الولايات المتحدة الأمريكية
يتم تنظيم تداول الخيارات الثنائية في الولايات المتحدة من قبل لجنة تداول السلع الآجلة (CFTC)، وهي وكالة حكومية أمريكية تشرف على أسواق المشتقات وتعمل على حماية المشاركين في السوق والجمهور من الاحتيال والتلاعب وإساءة الاستخدام والمخاطر النظامية.
كما هو الحال مع أي نوع من الأدوات المالية، هناك دائماً مزايا عند تداول عقود الخيارات الثنائية وهي على الشكل التالي:
نهايةً، لابد من الإشارة بأن هذا النوع من التداول وإن كان بالظاهر يشبه المقامرة، لكن من الممكن استخدامه وبشكل جزئي أو مساعد ضمن نظام مخاطرة شامل، وكأداة مالية جانبية أو للتحوط وحماية تداولات موازية. وأهم ما فيه هو درجة اليقين في توقعات الربح والخسارة.
تنبيه: هذا المحتوى هو معلومات تعبر عن رأي كاتبها فقط ولا يشكل نصيحة مالية أو إستثمارية، ولا تقدم شركة (ACY) أي تعهد أو ضمان فيما يتعلق بدقة أو إكتمال المعلومات المقدمة من قبل كاتب المحتوى، ولا تتحمل أي مسؤولية عن أي خسارة ناجمة عن أي إستثمار قائم على توصية أو تكهن أو معلومات مقدمة في هذا المحتوى.