2023-03-17 14:57:24
مجموعة (كريدي سويس) كبيرة جدًا وتدير 1.5 ترليون دولار وكانت لاعبًا كبيرًا في (وول ستريت)، لكنها تعرضت لسلسلة من الأخطاءفي عمليات إعداد التقارير المالية لعام 2021 و 2022، لكن مشاكل البنك الفعلية بدأت منذ عام 2020 بفضيحة تجسس والتي تلتها خسائر بالمليارات، ومن ثم إخفاقات الإمتثال على مدى السنوات القليلة الماضية التي أضرت بسمعته مع العملاء والمستثمرين، وكلفت العديد من كبار المسؤولين التنفيذيين وظائفهم.
يستخدم بنك (كريدي سويس) تأمين لحماية الاستثمار Credit Default Swap (CDS) ووصلت مقايضات الائتمان هذه إلى أعلى مستوياتها مما زاد الخوف والشكوك لعودة أزمة 2008 وإفلاس البنك، إلى أن تدخل البنك الأهلي السعودي واقترح تقديم استثمارات كبيرة للبنك.
سجلت أسهم بنك (كريدي سويس) أدنى مستويات لها على الإطلاق بعد نشره لتقريره السنوي، والتي أظهرت خسارة صافية للعام بأكمله قدرها 7.3 مليار فرنك سويسري (8 مليارات دولار). كان من المقرر نشر التقرير الأسبوع الماضي وقراره بإعادة تغيير المنتجات والميزانيات التي يقدمها، لكنه تأخر في النهاية بسبب دعوة من لجنة الأوراق المالية والبورصات. بالإضافة إلى أنه شهد سحب العملاء أكثر من 110 مليارات فرنك سويسري في الربع الرابع، حيث استمرت سلسلة من الفضائح والمخاطر القديمة وإخفاقات متعلقة بالبنك بهز الثقة لدى العملاء.
وانهارت أسهم (كريدي سويس) إلى مستوى قياسي منخفض جديد بعد أن بدا أن أكبر داعميها يستبعد تقديم أي تمويل إضافي للمقرض السويسري، وأكد رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي السعودي وأكبر مساهم في (كريدي سويس) أنه لن يزيد حصته في البنك وأنه لم تكن هناك أي مناقشات حول تقديم مساعدات للبنك وأن ما حدث يوم الأربعاء لا مبرر له، مما زاد من حالة الذعر والشكوك.
يخضع (كريدي سويس) حاليًا لإصلاح إستراتيجي شامل في محاولة لمعالجة المشكلات المزمنة، وكان السهم في إنخفاض مستمر منذ الأزمة، على خلفية ضعف أداء الخدمات المصرفية الإستثمارية وسلسلة من الفضائح وإخفاقات إدارة المخاطر. وانخفض السهم عند إغلاق يوم الأربعاء عند 1.697 فرنك سويسري للسهم بنسبة 98٪ تقريبا عن أعلى مستوى له على الإطلاق في أبريل 2007.
وبعد تدخل البنك الوطني السويسري وتقديم قرض لبنك (كريدي سويس) وصل إلى 54 مليار دولار، وإعلان أن البنك سيقدم عرض عطاء نقدي لإعادة شراء عشرة سندات دين مقومة بالدولار بما يصل إلى 2.5 مليار دولار، وعرض عطاء منفصل لسندات الدين المقومة باليورو بما يصل إلى 500 مليون يورو.
بالإضافة إلى ذلك قام بنك (كريدي سويس) بإنشاء بنك أبسط وأكثر تركيزا مبني على احتياجات العملاء كما وضح الرئيس التنفيذي مما ساعد بإعادة ارتفاع أسهم البنك لأكثر من 30% عند افتتاح السوق.
وكان من المقرر أن يصدر البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة في هذا الأسبوع، وأدى الهبوط المفاجئ لبنك (كريدي سويس) بالتسبب في إضطرابات لخطة المركزي ووضع علامات استفهام حول التوقعات للاقتصاد والتضخم. ولكن قرار البنك المركزي السويسري بتقديم الدعم لبنك (كريدي سويس) ساعد في استقرار الأسواق المالية ومنح المركزي الأوروبي الثقة للمضي قدما في رفع أسعار الفائدة 50 نقطة أساس كما كان مقررًا.
ونقدم لكم التقرير السنوي لبنك كريدي سويس:
و من هنا باعتقادي أن تأثير هذه الأزمة سيؤدي الى: