"تداول الأربيتراج "برنت مقابل خام غرب تكساس

سلعة النفط الخام هي بلا منازع أهم مصدر للطاقة في العالم، وبالتالي يلعب سعر النفط دورًا مهمًا في التنمية الصناعية والاقتصادية. هناك أنواع مختلفة من النفط الخام، وأهم أنواع النفط الخام المستخدمة في أوروبا هي نوع (Brent Crude)، والذي يأخذ اسمه من حقل نفط بحر الشمال حيث يتم استخراجه. النفط الخام من نوع برنت هو نوع خاص من النفط الخام خفيف الوزن بشكل خاص، ويتم نقله من بحر الشمال إلى محطة سولوم فو على جزيرة ماينلاند في شتلاند عبر أنبوب تحت الماء. ومن هناك، يتم نقل النفط الخام بواسطة الناقلات.

نظرًا لأن صناعة النفط الخام تطورت بصعوبة في السنوات الأخيرة بسبب نقص رأس المال للاكتشاف واستخراج النفط ومعالجته بشكل أفضل، فإن الإنتاج العالمي يكاد يفي بمتطلبات الطلب الكبير على النفط الخام من دول مثل الولايات المتحدة والصين والهند. 

بسبب نقص الاستثمارات في الاكتشاف واستخراج النفط ومعالجته، تطورت صناعة النفط الخام بصعوبة خلال السنوات الأخيرة. ونتيجة لذلك، يكاد الإنتاج العالمي يكفي لتلبية الطلب المتزايد على النفط الخام من قبل دول مثل الولايات المتحدة والصين والهند. في ديسمبر 2005، كان الطلب العالمي على النفط الخام يبلغ 83.3 مليون برميل يوميًا وفقًا للوكالة الدولية للطاقة (IEA)، ومن المتوقع أن يستمر هذا الارتفاع في المستقبل علما بان أعلى سعر للنفط على الإطلاق هو أعلى سعر تاريخي لنفط غرب تكساس الوسيط كان 141.63 دولار للبرميل. بالمقارنة مع سعر السوق الحالي، فإن هذا السعر انخفض بنسبة 41.28٪. وتشمل أعلى مستويات تاريخية أخرى مهمة تشمل 77.74 دولار للبرميل في يوليو 2006 و109.50 دولار للبرميل في أغسطس 2013.

ما هو مفهوم المراجحه بسوق الفوركس وما هي المراجحه النفطية؟  

ببساطة، من خلال شراء وبيع نفس الأصل في وقت واحد على اثنين من البورصات المختلفة أو في مناطق جغرافية مختلفة. يجب أن تكون المراكز مكملة بكميات كبيرة لتحقيق عوائد حقيقية من التداول، لأن فارق الأسعار سيكون صغيرًا.

الفرصة للاربيتراج (Arbitrage) موجودة في السوق حيث يكون هناك تسعير غير صحيح للأصول أو الأوراق المالية. تتضمن هذه الفرصة شراء أصل في السوق الرخيصة وبيع نفس الأصل في السوق الغالية في نفس الوقت. الفرصة للاربتراج تنتج عائدًا ممتاز.

مراجحة برنت/خام غرب تكساس الوسيط (وكلمة المراجحة هي تسمية خاطئة لأننا نشتري ونبيع فئتين مختلفتين من الأصول) هي تقنية تداول شائعة إلى حد ما في قطاع الطاقة وهدفها هو الاستفادة من فروق الأسعار. الإستراتيجية بسيطة إلى حد معقول وتتكون من بيع خام غرب تكساس الوسيط بشكل معاصر وشراء برنت أو بيع برنت وشراء خام غرب تكساس الوسيط.

من الواضح أن هذه تقنية تداول فروق أسعار سهلة التنفيذ والتحكم لأن العقود الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط تشترك في نفس الحجم (1000 برميل) في حين أن قيمة (1 سنت للبرميل) تساوي 10 دولارات لكلا العقدين.

مثلا، إذا كان هناك تحرك في أسعار الخامين خلال نفس الاتجاه، فإن الإستراتيجية ستبقى مربحة فيما إذا كانت زيادة أسعار سوق برنت تفوق زيادة أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط. على سبيل المثال، إذا زادت أسعار خام برنت بمقدار 3 دولارات وأسعار خام غرب تكساس الوسيط بمقدار 1.5 دولار، سيحقق المتداول أرباحًا بقيمة 3000 دولار من مركز برنت الطويل، ولكنه سيتكبد خسارة قدرها 1500 دولار من عقد خام غرب تكساس الوسيط القصير. وبذلك، سيكون الربح الإجمالي مقداره 1500 دولار. فبالمختصر، في عملية الاربيتراج محضة، سيجد المتداول عملة أو سلعة أو سهمًا تسعر بشكل مختلف على سوقين مختلفين. سيشتري بسعر أدنى ويبيع بسعر أعلى. 

تحليل الأسواق النفطية وتعقيدها في العصر الحديث

بالرغم من أن الفرق السعري يستجيب بفعالية لتحليلات فنية متنوعة، إلا أنه يعتمد بشكل كبير على الجوانب الأساسية. يُلاحظ أن نفس الأساسيات توجه اتجاه هذا الفرق السعري على مر السنوات. من بين العوامل الأساسية الرئيسية التي تؤثر عليه، نجد:

• مستويات إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة.
• توازن العرض والطلب على النفط الخام في الولايات المتحدة، مثل موقف المخزون من النفط الخام 
• عمليات نفط البحر الشمالي.
• القضايا الجيوسياسية في سوق النفط الخام العالمي.

برنت (نفط البحر الشمالي) وWTI (نفط الولايات المتحدة الأصلي) هما أبرز النفطين الخامين الرئيسيين في صناعة النفط، حيث يتم التسعير في جميع أنحاء العالم بناءً على أسعارهم. مع العلم أن الانخفاض في مؤشر الارتباط من شأنه أن يزيد من احتمالية تعظيم الارباح لأنه سيسلط الضوء على أن العلاقة بين فئتي الأصول لن تكون قوية وأن الفارق من المرجح أن يتوسع. 

وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن تحليل النفط أكثر تعقيداً اليوم مما كان عليه من قبل. حتى سنوات قليلة ماضية، كان من السهل جداً فهم كيفية تصرف هذه الأسعار. في ذلك الوقت، كانت الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط الخام. من ناحية أخرى، كانت أوبك المورد الرئيسي للسوق من حيث الإنتاج. لكن بمرور الوقت والسنوات، أصبح هذا الوضع أكثر تعقيداً وأكثر إرباكاً بعض الشيء. أحد تفسيرات هذه الظاهرة هو أن تقنيات التنقيب عن النفط قد تحسنت بشكل كبير وأدت إلى تحسين العرض. إلى جانب ذلك، رأينا ظهور حلول بديلة لهذا الإنتاج. أخيراً، انضم لاعبون جدد أيضاً، بما في ذلك الصين، كمستهلك رئيسي للنفط في العالم.

تنبيه: هذا المحتوى هو معلومات تعبر عن رأي كاتبها فقط ولا يشكل نصيحة مالية أو إستثمارية، ولا تقدم شركة (ACY) أي تعهد أو ضمان فيما يتعلق بدقة أو إكتمال المعلومات المقدمة من قبل كاتب المحتوى، ولا تتحمل أي مسؤولية عن أي خسارة ناجمة عن أي إستثمار قائم على توصية أو تكهن أو معلومات مقدمة في هذا المحتوى.