هل سنشهد أرقام قياسية جديدة للأسهم الأمريكية أم أنها ارتفاعات مؤقتة؟

الأسهم الأمريكية تواصل الارتفاع، فهل سنشهد أرقام قياسية جديدة أم أنها ارتفاعات مؤقتة لتدل على الدخول في ركود اقتصادي؟

انقسمت التوقعات بين الكثير من المحللين منهم من اعتبر أن الأسواق الأمريكية دخلت في (Bull Run) جديد وأن الأسهم ستستمر بالارتفاع خلال الفترة القادمة، ومن ناحية اقتصادية تراجعت توقعات الدخول في ركود اقتصادي من 35% إلى 25% والسبب هو توقيع اتفاقية سقف الدين، لكن بالنظر للمحللين المتشائمين بوضع الأسواق الذين يتوقعو الدخول في ركود اقتصادي بسبب بيانات تقرير الخدمات الأمريكي (ISM) الذي وصل إلى أدنى نقطة منذ 30 عام بالإضافة إلى مؤشر مديري المشتريات (PMI) القطاع الصناعي الذي أشار إلى تراجع كبير في الاقتصاد الأمريكي، عند النظر إلى قطاع الصناعات في كل مرة يصل المؤشر للبيانات أقل من 50 ستدخل الولايات المتحدة في ركود اقتصادي.

العلاقة بين سندات السنتين وسندات العشر سنوات تبين وجود (Inverted Yield Curve) وغالبا يشير إلى الدخول في ركود اقتصادي، وفي حال قام الفيدرالي بتثبيت أسعار الفائدة عند 5.25% ستزداد خطورة (Inverted Yield Curve) على الأسواق مما يشير إلى الدخول في الركود الاقتصادي بسبب عدم توفر السيولة، ووصل المؤشر إلى 50% وهذه تعتبر الأعلى عبر التاربخ. في عام 1973 عندما حدث (Inverted Yield Curve) تراجعت الأسهم 41.5%، وفي عام 2006 تراجعت الأسواق 56%، ووضع الاقتصاد الحالي يشير أنه أصعب وأكثر خطورة على الأسواق.

التضخم ما زال مرتفع والطريق ما زال طويل لتجاوز هذه المرحلة، الفيدرالي ينظر دائما لبيانات (Core CPI) باستثناء الغذاء والنفط، وكان من المتوقع أن يصل التضخم إلى 3.5% حتى نهاية العام لكنه ما زال حتى يومنا هذا عند 4.9%، لذلك لا بد من الحذر خلال تداولات الفترة القادمة، حيث ينتظرنا اليوم مؤشر أسعار المستهلكين ومتوقع أن تصدر بيانات (Core CPI) عند مستويات ال 5.34%.

في حال جاء تقرير التضخم أعلى من المتوقع قد يتجه الفيدرالي لرفع معدلات الفائدة وبالتالي سنشهد هبوط شديد للأسواق، و في حال جاءت بيانات التضخم أقل من المتوقع ستشهد الأسواق ارتفاع وفرصة لإتمام الصفقات، لكن يبقى احتمال أن يثبت الفيدرالي معدلات الفائدة بسبب وضع البنوك الحالي، وستكون فرصة جيدة للمتداولين للدخول في تداولات السلع مثل النفط والغاز والذهب التي ستشهد ارتفاعات جديدة قوية.

حديث وول ستريت يستمر بحث الفيدرالي على التوقف عن رفع أسعار الفائدة، لكن بالنظر إلى البنك المركزي الكندي الذي توقف عن رفع معدلات الفائدة عند مستويات 4.5% في شهر أبريل الماضي ثم عاد التضخم من جديد وشهدو رفع جديد لأسعار الفائدة، أيضا أستراليا توقفت عن الرفع ثم عادت لترفع 25 نقطة، هل الفيدرالي سيقع بالخطأ نفسه في حال توقف عن رفع أسعار الفائدة؟ 

ومن هنا باعتقادي أنه المؤشرات جميعها تدل على الدخول في ركود اقتصادي، وهذا مؤشر سلبي للأسواق وللمستثمرين، حيث أن القوائم المالية للشركات جميعها  تزداد سوء، لذلك لا بد من وضع استراتيجية للمتداولين في حال تراجعت الأسواق تراجع شديد يجب الحرص على وضع جزء من الاستثمار في التداول لاستغلال الفرصة، في حال أصبحت المخاطر أقل من العوائد أعتقد أنها فرصة للدخول بقوة في الأسواق، يجب الانتباه خلال تداولات اليوم وانتظار قرار الفيدرالي الذي سيحدد اتجاه الأسواق.

إليكم الرسم البياني لمؤشر (NDQ):

يتعبر مؤشر الناسداك من أكثر المؤشرات التي حققت ارتفاع منذ بداية السنة الحالية، ووصل لنقطة مقاومة قوية لم يصلها منذ عام 2022، لذلك في حال جاءت بيانات (CPI) أفضل من المتوقع ممكن أن يشهد الناسداك أرقام قياسية جدية قد تصل لنقطة 15,000، لكن في حال جاءت البيانات سلبية للأسواق سيشهد الناسداك تراجع ويكسر القناة الصاعدة مع احتمالية أن يصل نقطة 12,800.

تنبيه: هذا المحتوى هو معلومات تعبر عن رأي كاتبها فقط ولا يشكل نصيحة مالية أو إستثمارية، ولا تقدم شركة (ACY) أي تعهد أو ضمان فيما يتعلق بدقة أو إكتمال المعلومات المقدمة من قبل كاتب المحتوى، ولا تتحمل أي مسؤولية عن أي خسارة ناجمة عن أي إستثمار قائم على توصية أو تكهن أو معلومات مقدمة في هذا المحتوى.