2023-03-28 09:24:57
أزمة البنوك تزداد سوءا يومًا بعد يوم، وانتقلت من بنوك أمريكية محلية إلى بنوك أوروبية.
تعرضت أسعار أسهم بنك دويتشه الألماني (Deutsche Bank) إلى إنخفاض حاد بنسبة 14% يوم الجمعة الماضي وبذلك تصل نسبة الإنخفاض إلى 30% خلال الأسابيع القليلة الماضية. وأشارت التوقعات أن البنك الألماني سيكون البنك التالي الذي من الممكن أن يفلس بعد بنك كريدي سويس (Credit Swiss)، لكن أكد المستشار الألماني أن وضع البنك في أمان وأن وضعه مختلف جدا عن بنك (كريدي سويس)، ومع ذلك سيطر الخوف على الكثير من المستثمرين وتوجهو لسحب أموالهم بسرعة هائلة من البنك في ظل أزمة البنوك التي نشهدها حاليًا.
انخفضت أسعار أسهم البنك يوم الجمعة وسط ارتفاع مفاجئ في تكلفة التأمين ضد التخلف عن السداد، الأمر الذي دفع المستثمرين لسحب أموالهم. لكن عند مقارنة بنك (دويتشه) مع بنك (كريدي سويس) نرى أن البنك الألماني حقق خلال تقارير الربع الرابع صافي ربح بمقدار 1.9 مليار دولار، في حين أن البنك السويسري حقق في الربع الرابع خسارة حوالي 1.5 مليار دولار، بالإضافة إلى أن بنك (دويتشه) لديه سيولة وصلت إلى 142% في نهاية عام 2022، مما يعني أن لديه سيولة كافية لمواجهة الأزمة، في حين أن بنك (كريدي سويس) واجه أزمات متعلقة بالسيولة.
إن البنوك التي تعتبر المحرك للشركات الصغيرة والمتوسطة في الولايات المتحدة الأميركية تواجه أزمة شديدة مثل (سيليكون فالي) و(سيجنتشر)، وانتشرت هذه الأزمة للبنوك المحلية الأمريكية الأخرى مما دفع المستثمرين لتوزيع أموالهم بين البنوك للتمكن من الحصول على ضمان الودائع، حيث أكدت وزيرة الخزانة الأمريكية "جانيت يلين" أن الودائع محفوظة لغاية 250 ألف دولار . بدأت هذه الأزمة بالإنتشار حتى وصلت الدول الأوروبية، وشهد بنك (كريدي سويس) أزمة كبيرة إلى أن قامت الحكومة السويسرية بضخ ما يقارب 54 مليار دولار لحماية أموال المستثمرين، ثم تمكن بنك (UBS) من شراء بنك (كريدي سويس)، ومن ثم انتقلت هذه الأزمة حديثًا إلى بنك (دويتشه)، وانتشر ما يعرف بمصطلح (Bank Run) وهو قلة ثقة المستثمرين بالبنوك والتوجه لسحب أموالهم أو الإستثمار في أصول أكثر أمنًا.
القطاع البنكي خسر ما يقارب 47% من قيمته خلال سنة واحدة، البنوك الصغيرة والمتوسطة هم أكبر الخاسرين، واقترضت البنوك الأمريكية حوالي 400 مليار دولار من الفيدرالي خلال شهر مارس فقط، وهذه السرعة الكبيرة للإقتراض تشير إلى وجود أزمة حقيقية لدى البنوك الأمريكية، وبالتالي فإن هذه الأزمة ستجعل البنوك أكثر صرامة في منح القروض للأفراد. وعلى الرغم من ذلك، ما زال الفيدرالي يعتقد أن وضع البنوك ما يزال جيدا مقارنة بأزمة البنوك عام 2008 وأنه قادر على التدخل في أي وقت لحل هذه الأزمات وأن لديه الأدوات اللازمة لحماية القطاع البنكي.
توجه أغلب المستثمرين للعملات الرقمية بعد الخوف من القطاع البنكي، لكن منظمة المال (SEC) تحارب العملات الرقمية وبالتحديد (Coinbase)، حيث أنه تم إرسال إشعار (Wells Notice)، وهي رسالة تحذير أن هذه المنصات تخالف القوانين الأمريكية بالنسبة للعملات المشفرة مما أثر سلبا على (Coinbase) وأدى لهبوطها إلى ما يقارب 12%.
وأما في ما يتعلق بالإستثمارات فبإعتقادي أنه:
إليكم الرسم البياني لسهم بنك (دويتشه) الألماني:
هبط سهم البنك ما يقارب نسبة 30% لغاية يومنا هذا، وإذا استمرت هذه الأزمة نتوقع أن يشهد السهم حالة مستمرة من الهبوط.