2024-01-29 11:46:49
في الأونة الأخيرة، شهدت أسواق النفط العالمية اضطرابات كبيرة بسبب سلسلة من الهجمات التي نفذها مسلحون مدعومون من إيران، مما أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط. هذه الأحداث أثرت على الأمن الإقليمي وزادت من حدة التوترات في منطقة الشرق الأوسط.
أكد البيت الأبيض أن المسلحين المدعومين من إيران نفذوا هجومًا بطائرة بدون طيار، أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة 25 آخرين في الأردن. هذا الحادث يعتبر الأول من نوعه منذ العدوان الاخير على قطاع غزة. بالإضافة إلى ذلك، شهدنا هجومًا صاروخيًا من قبل الحوثيين على ناقلة نفط في البحر الأحمر، ما أدى إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة.
ارتفعت أسعار النفط بشكل ملحوظ، حيث شهدت خام برنت زيادة تصل إلى 1.5% في التعاملات الآسيوية المبكرة، وارتفعت بنسبة أكبر من 6% خلال الأسبوع الماضي. كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط إلى مستويات تقرب من 79 دولارًا للبرميل.
تعرض مقتل الجنود الأميركيين في الأردن رئيس الولايات المتحدة، جو بايدن، لضغوطات متزايدة لمواجهة إيران مباشرة. هذا يهدد بمخاطر تصاعد الصراع في منطقة تعد مصدرًا لنحو ثلث إنتاج النفط العالمي، وتعد قناة حيوية للتجارة العالمية.
كان لهجوم الحوثيين على الناقلة أهمية كبيرة، حيث كانت الشركات تعتبر سابقًا مرور السفن المرتبطة بروسيا والصين آمنًا. ولكن بعد الهجمات الأخيرة، تغيرت تلك الاعتبارات بشكل كبير.
شهدنا ارتفاعًا بنسبة 9% في أسعار خام برنت هذا الشهر، نتيجة لتصاعد التوترات في الشرق الأوسط. ورغم ذلك، لا يزال السعر أقل بكثير من مستوياته بعد هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر الماضي. يعزى ذلك إلى توقع زيادة الإمدادات من منتجين خارج منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، وتباطؤ نمو الطلب.
رغم أن الهجمات أثرت على مسار بعض الشحنات في البحر الأحمر، إلا أنها لم تؤدي إلى نقص في الإنتاج حتى الآن. وقد زادت من وقت التسليم وتكاليف الشحن، ولكن لم تتسبب في تأثر إنتاج النفط.
يقول مايكل تران، المحلل في "أر بي سي كابيتال ماركيتس"، إن "المخاطر الجيوسياسية تطورت بسرعة لتصبح واقعًا جيوسياسيًا". ويضيف: "في حين أن أسعار النفط العالمية لم تعكس بشكل كامل التوترات في البحر الأحمر، فإن من المرجح أن تحفز أحداث نهاية الأسبوع على إعادة تقييم النتائج المتوقعة لكل من أمان الإمدادات وأسعار النفط".
شهدت أسعار العقود الآجلة للمنتجات المكررة ارتفاعًا ملحوظًا، حيث وصلت أسعار الديزل والبنزين إلى أعلى مستوياتها خلال الشهرين الماضيين. ويأتي هذا في سياق تصاعد التوترات الجيوسياسية وتعرض تدفقات الخام للخطر في ظل استمرار الحروب والصراعات.
شهدت أسواق النفط ارتفاعًا فاعلاً، حيث ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 6% هذا الأسبوع، لتحقق أكبر مكاسب منذ فترة الحرب بين إسرائيل وحماس. مساهمة الأخبار الإيجابية وتداولات خوارزميات التداول ساهمت في تخطي مستويات فنية رئيسية.
على الرغم من هذا الارتفاع الكبير، يظهر استقرار المؤشر الأميركي في منطقة ذروة الشراء، ويشير إلى أن هناك حذرًا يسيطر على التجار. مع توقعات بإمدادات قوية من منتجين خارج "أوبك" وتباطؤ نمو الطلب في الهند، يظل السوق تحت تأثير عوامل متعددة.
شهدت أسواق النفط ارتفاعًا بنسبة أكثر من 8% في يناير، حيث حصلت على دعم إضافي من السحب الكبير غير المتوقع من المخزونات الأميركية وجهود صناع السياسات في الصين لدعم الاقتصاد. يظل الحذر سيد الموقف بين التجار، رغم الظروف الإيجابية، نظرًا لتوقعات الإمدادات القوية وتراجع نمو الطلب في الأسواق الرئيسية.
في الختام، نرى أن التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط تأثر بشكل كبير على أسواق النفط العالمية. تصاعد الصراعات والهجمات تركز الضوء على أهمية استقرار المنطقة لاحتفاظها بدورها كمصدر رئيسي للطاقة العالمية.
تنبيه: هذا المحتوى هو معلومات تعبر عن رأي كاتبها فقط ولا يشكل نصيحة مالية أو إستثمارية، ولا تقدم شركة (ACY) أي تعهد أو ضمان فيما يتعلق بدقة أو إكتمال المعلومات المقدمة من قبل كاتب المحتوى، ولا تتحمل أي مسؤولية عن أي خسارة ناجمة عن أي إستثمار قائم على توصية أو تكهن أو معلومات مقدمة في هذا المحتوى.